معاق في منتدانا
في المستشفى..عند باب غرفة الولادة..
يجول سمير ذهاباً وإيابا..
يرفع يده بالدعاء الى الله تارة..
وينظر الى باب الغرفة تارةً اخرى عله يجد من يخرج منها..
ولا يسمع في ذلك الوقت سوى صوت الصراخ الذي كان مصدره هي تلك الغرفة..
بل من هي داخل الغرفة ..
ينظر إلى ساعته فإذا هي تشير إلى الخامسة فجراً..
وماهي إلا دقائق معدوده حتى خرجت إمرأه من تلك الغرفة ..يتضح للناظر إلى لباسها إنها طبيبة..
ذهب إليها مسرعاً والأمل يملأ عينيه:
ماحال زوجتي أيتها الطبيبه...؟؟؟
نظرت إليه وبهدوء سألته:
هل أنت زوج يسرى؟
أجابها:
بلى ..أنا هو...أخبريني ما حالها..؟؟؟
أجابت بهدوئ :
الحمد لله ..لقد أنجبت لك بنتاً..
غمرت السعاده وجه سمير..والفرح بادٍ في نظرة عينيه وهو يقول:
الحمد لله ..الحمد لله...أشكرك يارب..أشكرك يارب..
وماهي الا ثوانٍ معدوده حتى توقفت أهازيج الفرح ولحظات السعادة التي عاشها سمير لثوان محدوده حين وصلت الى مسامع أذنيه كلمة الطبيبة وهي تقول:
ولكن....
هنا تغيرت ملامح وجهه ..وانقلبت الفرح إلى أسئلة تجول في رأسه...وبإصغاءٍ شديد..
قال:
لكن ماذا؟؟
هل أصاب زوجتي مكروه لاقدر الله؟؟
هزت الطبيبة رأسها نافية:
لا ..زوجتك بخير والحمد لله..
قال:
إذاً
قالت:
أنت رجلٌ مؤمن..مؤمنٌ بقضاء الله وقدره..وأن كل شيء يكون بمشيئة الله وإرادته..
وإن الله يبتلي المؤمنين ويمتحنهم..و..
قاطعها وبخوفٍ وقلق قال:
ما الخطب أيتها الطبيبه..لقد أوقعتي قلبي..أخبريني ماذا جرى؟؟
طأطأت رأسها إلى الأرض قليلاً ثم رفعة رأسها وقالت:
هناك أمر يخص إبنتك يجب أن تعرفه ..
إزداد خوف سمير ..واشتد.....قال:
مابها أبنتي؟؟؟
أجابت بشيءٍ من الأسف:
إبنتك ..وبكل صراحة...تعاني من إعاقة عقليه..
هنا ...
وفي هذه اللحظه بالذات...
دارت الدنيا في عين سمير...
قال بشيء من عدم التصديق..أو لنقل يريد أن يتأكد مماسمعه لعل ما وصل الى أذنيه كان وهماً وليس حقيقة:
إبنتي.....معاقة؟؟؟
وكأن عيناه تستنجد بالطبيبه بل تتوسل إليها أن تنفي هذا الخبر...
لكن...
ماكل مايتمنى المرء يدركه...
قالت الطبيبه بأسف.:
هذه إرادة الله يا أخي....
جاء التأكيد كالصاعقه على أذنيه...
هذه الصاعقه أجلسته على الكرسي الذي كان ملتصقاً بالجدار..
توقف عقله عن التفكير..
ويداه عن الحراك...
وكأن قلبه توقف عن النبض..
وكأن الحياة من حوله توقفت أيضاً